کد مطلب:239568 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:145

الموقف 04
موقفه فی نیشابور، الذی لم یكن أبدا من المصادفة . كما لم یكن ذكره للسلسلة التی یروی عنها من المصادفة أیضا ؛ حیث أبلغ الناس فی ذلك الموقف، الذی كانت تزدحم فیه أقدام عشرات بل مئات الالوف [1] - أبلغهم - : « كلمة لا اله الا الله حصنی ؛ فمن دخل



[ صفحه 317]



حصنی أمن من عذابی» [2] .

هذه الكلمة .. التی عد أهل المحابر و الدوی، الذین كانوا یكتبونها؛ فانافوا علی العشرین الفا .. هذا علی قلة من كانوا یعرفون القراءة و الكتابة آنذاك . و عدا عمن سواهم ممن شهد ذلك الموقف العظیم ..

« .. و نلاحظ : أنه (ع) - فی هذا الظرف - لم یحدثهم عن مسأله فرعیة، ترتبط ببعض مجالات الحیاة : كالصوم، و الصلاة، و ما شاكل . و لم یلق علیهم موعظة تزهدهم فی الدنیا، و ترغبهم فی الآخرة، كما كان شأن العلماء آنذاك ..

كما أنه لم یحاول أن یستغل الموقف لاهداف شخصیة ؛ أو سیاسیة، كما جرت عادة الآخرین فی مثل هذه المواقف .. مع أنه یتوجه الی مرو ؛ لیواجه أخطر محنة تهدد وجوده، و تهدد العلویین، و من ثم الامة بأسرها .

و انما كلم الناس باعتباره القائد الحقیقی، الذی یفترض فیه : أن یوجه الناس - فی ذلك الظرف بالذات - الی أهم مسألة ترتبط بحیاتهم، و وجودهم، ان حاضرا، و ان مستقبلا . ألا و هی مسألة :

التوحید .. التوحید : الذی هو فی الواقع الأساس للحیاة الفضلی، بمختلف جوانبها ، و الیه تنتهی، و علیه و به تقوم ..

التوحید : الذی ینجی كل الامم من كل عناء و شقاء و بلاء . و الذی اذا فقده الانسان؛ فانه یفقد كل شی ء فی الحیاة حتی نفسه ..


[1] و ذلك يدل علي مدي تعاطف الناس مع أهل البيت، و محبتهم لهم . الأمر الذي كان يرعب المأمون و يخيفه .. حتي لقد كان يحاول كبت عواطف الناس هذه، و هذا هو السبب في منع الامام من المرور عن طريق الكوفة و قم، كما سيأتي.

[2] قد ذكرنا بعض مصادر هذه القضية في فصل : « شخصية الامام الرضا » فمن أراد فليراجع.